هم أنفسهم الآن الذين يسلمون الأجساد مقتولة بلا رؤوس .. يقتلون على الهوية تحت راية شيعة آل البيت، والشيعة منهم براء .. جاءوا عبر الحدود الى بغداد وتجند بعضهم مع وزارة الداخلية وأسسوا فرق الموت وانخرطوا في ميليشيا جيش المهدي وفي قوات بدر ..
القرامطة الجدد وقادتهم من الصفويين الذين انتقلت غرف عملياتهم من طهران الى بغداد ومدن اخرى قاموا بتغيير الكثير من أسمائهم وصرفت لهم جوازات سفر بأسماء اخرى وعائلات اخرى، وقد امتدت ملاحقاتهم للمسلمين العرب الى الحدود مع المملكة العربية السعودية حيث يتربصون بالحجاج وينتظرونهم ليخطفوهم ويذبحوهم كما كانت حوادث امس الاول على الحدود العراقية السعودية في عرعر حين اقدموا على نصب الكمائن لخطف قوافل الحجيج العائدة والتي مازال بعضها لم يعبر الحدود ولم يتمكن من العودة السالمة الى بيته..
نفس الصورة تتكرر، ففي عام (317) للهجرة سار القرامطة، وهم طائفة من غلاة الشيعة الى مكة ليقابلوا الحجيج وقد جاء في كتاب الكامل في التاريخ للمؤرخ الشهير ابن الاثير المتوفى سنة 630 هـ مايلي :
(قام الحج من بغداد وقد قاده في هذه السنة 317هـ منصور الديلمي وسار به.. ففاجأهم ابو طاهر القرمطي في مكة يوم التروية، فنهب هو وجماعته أموال الحجيج بعد قتلهم في المسجد الحرام وفي البيت نفسه، وقلع الحجر الاسود من مكانه وحمله معه الى (هجر) شرق الجزيرة العربية (الاحساء)، وقد رجاه المسلمون ان لا يفعل فلم يشفعهم فقاتلوه فقتلهم جميعا وقلع باب البيت الحرام.. وجمع القتلى وألقى بهم في بئر زمزم ودفن الباقين في المسجد الحرام بلا كفن أو غسل ولا صلى على أحد منهم.. وقد أخذ كسوة البيت ونهب دور اهل مكة.. فلما بلغ ذلك (المهدي عبيد الله العلوي) بأفريقيا استنكر فعلته ولعنه وقال لقد حققت على الشيعة من دعاة دولتنا اسم الكفر والالحاد بما فعلت !! فإن لم ترد ما اخذت وترد الحجر الاسود الى مكانه وكسوة الكعبة فالشيعة وأنا بريء منك في الدنيا والاخرة.. فكتب له يرد عليه: (أعدت الحجر الاسود ولكن الناس اقتسموا كسوة الكعبة واموال الحجاج ولا اقدر على منعهم)..
هذا جزء من تاريخ القرامطة.. وسبحان الله ما أشبه اليوم بالبارحة، فها هم الصفويون الآن يتسللون الى عاصمة الرشيد فيقتلون ويذبحون على الهوية المذهبية بأبشع صورة، ويحرقون المساجد والمصاحف، وينحرون العلماء والأطباء والضباط، ويدعون الى تحطيم (مجد العرب) الذين اقاموا الدولة الاسلامية على انقاض دولة الفرس في المدائن جوار بغداد على يد سعد بن ابي وقاص بعد معركة القادسية.. وهم حاقدون على من بنى مدينة بغداد وهو الخليفة أبو جعفر المنصور، لذلك قاموا بتحطيم تمثاله الرأسي الشهير في بغداد بعد دخولهم اليه مع القوات الاميركية لينتقموا منه..
المسألة ليست شيعة او سنة.. انها تصفية حسابات مع العراق الذي احتله الصفويون الفرس مرتين، الاولى عام 1148م والثانية عام 1735م ، وقد جرى اجتثاث دولتهم على يد سلاطين العثمانيين ولكنهم في النهاية تحالفوا مع الانجليز، وكان مؤسس الدولة الصفوية الشاه اسماعيل وهو من سلالة الشيخ صفي الدين الاردبيلي الذي سمي الصفويون باسمه وقد انتهت دولتهم في العراق عام 1736 حين تدهور البيت الصفوي بعد وفاة عباس، فاسترد الخليفة مراد الرابع العثماني العراق وبغداد واحتل تبريز واقتسم العثمانيون والروس أحسن الولايات الشمالية والغربية وانتهت دولتهم على يد جيوش من افغانستان التي استولت على اصفهان عاصمة الصفويين منذ عام 1598م. وفي المحصلة فإن الدولة الصفوية حكمت من سنة 1501-1722م أي اكثر من 200 سنة.. وهي تبعث برموزها الآن في بغداد تدعمهم ايران وقد حملتهم الولايات المتحدة وبريطانيا هذه المرة الى بغداد التي يستعر فيها الذبح ويجري تفريغها حتى لايظل فيها عربي..
التاريخ قد لايعيد نفسه ولكنه يحمل لنا نفس الصور المتشابهة الملامح وربما الاسباب.. فسقوط بغداد على يد هولاكو لايشبه الا سقوط بغداد الآن على يد الاميركيين. والذين مكنوا هولاكو من قبل في دخول بغداد، امثال ابن العلقمي وزير الخليفة، هم موجودون الآن بعد ان مكنوا القوات الاميركية او جاءوا معها بتسميات مختلفة..
وكما هزتنا الرواية التاريخية عن قتل الحجيج يوم التروية وذبحهم ورمي جثثهم التي زادت عن (13) الف جثة في بئر زمزم عام 317هـ، تهزنا اليوم صور الحجيج الذين تحاصرهم الآن عصابات القتل على حدود العراق مع المملكة العربية السعودية في منطقة عرعر ويواجهون الاختطاف للذبح.. فعن اي مسلمين واسلام نتحدث؟.. أليس هذا هو اسلام الغطرسة الفارسية التي اتخذت من الاسلام ستارا لتخفي وراءه اهدافها ومطامعها في العراق ودول الجوار؟
موضوع: القرامطة يعودون لحكم العراق وينحرون حجاج البيت الحرام كما فع 
الأحد يناير 21, 2007 3:11 pm
